| 0 التعليقات ]

خطيبي بين السلبيات والإيجابيات

ملخص السؤال:

فتاة مخطوبة ولدى خطيبها عدة سلبيات؛ مثل: تعلُّقه بأهله، والتدخين، والتلفظ.

وهي تقارن بين سلبياته وإيجابياته، ولكنها تخاف من هذه السلبيات بعد الزواج، وتسأل: كيف أصلحه؟



تفاصيل السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة مخطوبة منذ سنة، خطيبي شخص جيد بشكل عام، وأنا أحبه جدًّا، فيه كثير مِن الإيجابيات وكذلك السلبيات، لكني أخاف مِن سلْبياته بشكلٍ كبيرٍ، وأخاف ألا أستطيعَ التعامُل معها.



أخبرتُه كثيرًا بأسلوبٍ لطيفٍ عن هذه السلبيات، لكنها لا تتغيَّر، وهي كالتالي:

خطيبي ينقصه حسُّ المبادَرة العاطفية، رغم أنه يحبني كثيرًا، لكنه لا يعبر عن مشاعره، وغالبًا ما أطلب أنا منه أن يُعَبِّر لي، وحجته: أنه لا يعرف كيف يُعَبِّر.



مُتَعَلِّق بأهله، خاصة والدته، كونه آخر إخوته، ويسكن مع والديه بعد زواج إخوته.



أهله في بلد آخر، وأخبرني أنه لو ساءتْ أحوالُهم في بلدهم فسيُرسل إليهم ليأتوا للعيش معنا، وطبعًا هذا الأمر يقلقني جدًّا.



خطيبي يُدَخِّن، والآن خفف منه شيئًا ما، ويريد أن يتركه نهائيًّا، لكنه لم يستطعْ حتى الآن.



جو أهله غير محبب بالنسبة إليَّ، فأخته مقيمة معنا في نفس البلد، وهي تتساهل في الحجاب، وأنا ملتزمة بحجابي، وخطيبي فَرِحٌ بالتزامي وحجابي، وكثيرًا ما ينصح أخته بالحجاب.



خطيبي يتلفظ بألفاظ بذيئة مثل أغلب الشباب، وهذا شيء لا أحبه.



كثيرًا في مناقشاتنا أجده يقول: أنا الرجل، والقرار لي، سأستشيرك والقرار لي، ولا يراجعني أحد.



يرى أن المرأة لا بد أن ترافق زوجها في زيارة أهله وأقاربه، وفي الوقت نفسه ليس مُجْبَرًا على الذهاب معها في زيارتها لأهلها وأقاربها.



هو شخص جيد عمومًا، وعلى خُلُق ودينٍ وثقافة وجامعي، لكن لا أريد أن أذكر محاسنه لأنها ليست موضوعي أو سؤالي، لكن عندما أفكِّر في سلبياته أو يحدث بيننا خلاف في أي موضوع، أفكر في طلب فسخ الخطبة، خاصة وأني كنتُ أودُّ الارتباط بطبيب أو مهندس، وأن يكون خاطبي مرتاحًا ماديًّا.



أشيروا عليَّ فمخاوفي تزداد يومًا بعد يومٍ

الجواب


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نشكركم على تواصُلكم معنا، وثقتكم في شبكة الألوكة.




من الآخر - كما يقولون -: ما دمتِ تحبين هذا الشخص، فيمكنك تجاوُز سلبياته، وسنوضح ذلك.




في الأحوال العادية وقبل حصول الارتباط الخارجي (الخطبة) والارتباط الوجداني (الحب)، عادةً ما تكون هناك مساحةٌ أكبر للاختيار والمناورة، لا سيما إذا توفر لك أكثر مِن اختيار، وأكثر مِن شخصٍ، فهنا تكون العمليةُ تفاضُلية؛ بحيث تختارين الأنسب مِن المتقدِّمين لطلب يدك.




لكن في مِثْل حالتك فإننا نُفَضِّل اللجوء إلى الموازَنة والتقييم في ذات الشخص نفسه الذي تقدَّم لك، فيتم طرْح سلبياته وإيجابياته جنْبًا إلى جنب ومُقارنتها، والذي يظهر لنا مِن وصفك العام لإيجابياته أنه شخصٌ جيدٌ، وعنده قابلية لتطوير نفسه دينيًّا وثقافيًّا، وهذا الاستعدادُ النفسيُّ للتطوير والتغيير هو عاملٌ إيجابي مهمٌّ.




أما السلبيات فلو قسمناها إلى مستويين: أحمر وأصفر، فإنها لا تزال في نِطاق المستوى الأصفر، وربما تتحوَّل مع الأيام وباجتهادك إلى اللون الأخضر!




بعضُ هذه السلبيات لها وضعُها الطبيعي بحيث لا يمكن اعتبارها مِن السلبيات، بل قد تكون في هذه الحالة في خانة الإيجابيات، وهي عدم مُبادَلته إياك بالكلمات والتعبيرات العاطفية، فوجودُ هذه الكلمات والإغراق فيها ربما أدى إلى حالةٍ مِنَ العِشْق المجنون الذي يصْعُب الفِكاك منه إذا طرأتْ أمورٌ وفكرتِ في فسْخ الخطبة، وتقع المعاناة النفسيةُ والمُكابَدة لألم الفراق، لذلك جاءت الشريعةُ الإسلاميةُ واعتبرت الخطبة مجردَ وعْدٍ بالزواج، لا يترتَّب عليها ما يترتب على عقد الزواج؛ مِن الخُلوة، والخروج، ومُبادَلة كلمات الحب والغرام، وهذا كلُّه في صالح الطرفين، لا سيما المرأة الطرف الأضعف في هذه الحالة.




تخوُّفك من مجيء أهله، إن كان لسوء أخلاقهم، فهذا تخوُّف في محلِّه، ويمكن علاجه بالسكن المستقل عنهم إذا سمحتْ ظروفكم بذلك.




أما إذا كان التخوف من مجرد السكن، فينبغي أن تُغَلِّبي الجانب الإنساني والاجتماعي في هذه الحالة، وتتحملي هذا الظرف حتى يأذن الله بالفرَج.




بخصوص التدخين بأنواعه فنُشاطرك الرأي بأنه عادةٌ سيئة قاتلةٌ لصحة الزوج وصحة وأخلاق الأبناء، فضلاً عن تحريمه، لكنه ليس سببًا كافيًا لرفض الزواج في حالتك هذه، ويمكن أن يخضعَ لبرنامجٍ علاجيٍّ لمكافَحة التدخين، والمهم هو التوجيه اللطيف باستمرار مِن غير إملال، فنقطةُ الماء كل يوم أثَّرَتْ في الحجر الأصم!




لفتةٌ أخيرة بخصوص حلمك في زوج المستقبل:

مِن حق كل فتاة أن تتخيَّل فارس أحلامها كما تشاء، لكن الواقع أيضًا له اعتباره، وما دام الرجلُ مثقفًا وجامعيًّا وليس أُمِّيًّا، فنرى أن تعملي بالحكمة القائلة: "عصفور في اليد ولا عشرة على الشجرة"!




نشدُّ على يدك بخصوص الحجاب، والسعي نحو حياة آمنة مطمئنة، والتي نرجوها لك مِن وحي الآية الكريمة: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97].




نسأل الله تعالى أن يصلحَ حال خطيبك، وأن يُوَفِّقكما للحياة السعيدةِ في الأولى والآخرة



والله الموفِّق










خطيبي بين السلبيات والإيجابيات

موقع بوابة الثانوية العامة متخصص فى التعليم المصرى و كافة المراحل التعليمية الإبتدائية , الإعدادية و الثانوية كذلك الجامعات المصرية و نتائج الامتحانات للشهادات بمحافظات مصر

موقع وظائف جوجل وظائف جوجل,

0 التعليقات

إرسال تعليق