| 0 التعليقات ]

الغيرة بين النساء

ملخص السؤال:

فتاة متزوجة تغار من قريباتها والنساءِ حولها، خاصة إذا مُدحت إحداهنَّ في وجودِها، فتتغير وتظهر الغيرةُ على وجهها بصورة واضحة، وتسأل: كيف أداري ذلك؟



تفاصيل السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة متزوجة في منتصف العشرينيات من العمر، أتميَّز ولله الحمد بخُلُقٍ عالٍ، ومتدينة، ومحبوبة، وهذه نِعَمٌ مِن الله، لكن مشكلتي أنني أشعر بالغيرة.




أغار ممن حولي؛ مثل حماتي وابنة خالتي، والغيرة التي أشكو منها تكون بسبب مدْحِهن أمامي، في حين أنني لا أُمْدَحُ مثلهنَّ، فأشعر بشيءٍ داخلي، وتتغير تعبيرات وجهي.




أنا أُحِبُّ الجميع، ولا أحسد أحدًا، ولا أحقد، وعلاقتي بهنَّ طيبة، لكن تعبيرات وجهي تكشفني وتحرجني أمام الناس.



ولا أعلم ماذا أفعل لأتفادى ذلك؟

الجواب


الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، وبعدُ:

فعزيزتي، الغيرةُ سلوكٌ بشريٌّ، شبهُ فطريٍّ، فلا تكادين تجدين أحدًا إلا وله مِن ذلك السلوك نصيبٌ، لكنهم يختلفون فيما بينهم في طريقة التعبير، أو في شدة الغيرة مِن ضعفها، كذلك الأشياء التي تُثير الغيرة تجدينها تختلف مِن شخص لآخر... وهكذا، لكنه حقيقة سلوكٌ مزعجٌ للآخرين، وقد يكون مُؤذيًا، كما أنه يُرهق صاحبه، فلا تجدينه يشعر براحةٍ أو استقرارٍ.



علاجُ الغيرة يكون - بعد الاستعانة بالله ولزوم الدعاء - بما يأتي:

التفكُّر في قضية مهمة وهي: أن مثيرات الغيرة لا تُقَدِّم ولا تؤخِّرُ شيئًا مِن أمر الله، بمعنى: أنه حين يُمْدَحُ شخصٌ ما أمامك، هل تظنين أن هذا سينقص مِن قدرك وقد جعل الله لك قدرًا من الجمال وحُسْن الخُلُق، وهيَّأ لك مِن أسباب المحبة؟



الجواب: لا، إذًا فالأمرُ لا يعدو كونه مجرد كلام، بل على العكس مِن ذلك؛ فإظهارُ الغيرة أو ملاحظتها مِن قِبَل مَن حولك قد تكون سببًا لتلاشي ونقْص قدْرِك في أعيُن الآخرين.



الغيرةُ لا تُؤذي إلا صاحِبها، إلا إذا صاحَبها حسدٌ فإن الأمرُ سيكون أعظم، فنتاجُ الغيرةِ ظُلُماتٌ بعضُها فوق بعض.



أن الغيرة دليلٌ على عدم الثقة بالنفس والقناعة بما رزقك الله، والعجيبُ أن هناك مَن هم أقل منك شأنًا في كل شيءٍ، ومع ذلك فلا تكادين تلمسين منهم تلك الغيرة التي تشعرين بها مع وجود المميزات.



الغيرةُ في الغالب شعورٌ بأحاسيسَ وهميةٍ؛ فمثلًا تلك جميلةٌ إذًا زوجُها يُحبها، والأخرى متميزةٌ إذًا الكلُّ مُعْجَبٌ بها، وتلك امتدحوها لأنهم يحبونها أكثر مني، و...، و...، إذًا فهي مجرد أحاسيس فارغة، قد لا يكون لها أساسٌ مِن الصحة.



لنفرض أن هناك مَن هو أفضل منك، أو مَن يُثير إعجاب الآخرين ومدحَهم وثناءَهم، أليس هذا مِن فَضْلِ الله عليه، فإما أن يكونَ مُستحقًّا فلا حسَد، وإما أن يكونَ غير ذلك فلا تغترّي بمَدْح الناس؛ لأنَّ الأيام دُوَلٌ كما يقولون، يومٌ لك، ويومٌ عليك، فمَن يُمْدَح اليوم قد يُعاب غدًا، والله المستعان.



اطْرَحي على نفسك عددًا مِن الأسئلة، مثلًا:

لماذا أغار؟ ما الذي أخشاه؟ ما الذي يحصُل لو كان غيري أفضل مني؟ لماذا خُلِقْتُ؟ هل أصابتْني تلك الغيرةُ ممن هم أفضل مني دينًا وعقلاً وخُلُقًا؟ هل أصابتْني غيرةٌ ممن خَتَمَتْ كتاب الله وهي أصغر مني أو أضعف؟ هل أصابتْني غيرةٌ مِن تلك الخاشعة في صلاتها، البارة بوالديها، الحافظة لدينها؟ ... إلخ.



عزيزتي، لا بد أن تُدركي أن القضية نفسيَّة فقط، أعلم أنك مُنزَعِجة مِن ذلك، وغير راضية بذلك الشعور، وما يصدُر منك مِن انفعالاتٍ تخشين أن يُلاحظها الآخرون، لذلك أحببتُ أن نأتيَ على الموضوع مِن جذورِه؛ فليس من المعقول أن تقولَ لإنسان: افرح أو احزنْ بلا تعبير!



كذلك الغيرة؛ فإنها ما دامتْ موجودةً فلا بد مِن ظهور انفعالاتٍ تدُلُّ عليها، تمامًا كالمرض يُعْرَفُ بآثاره على حال المريض، وتزول بزواله.



أخيرًا أُوصيك بالدعاء بالآتي:

اللهم لا تجعلِ الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغَ علمنا.



ربنا لا تجعلْ في قلوبنا غلًّا للذين آمنوا.



اللهم اجعلْ قلوبنا سليمةً.... وغيرها مِن الأدعية.



أعانك ربي، ويَسَّر أمرك، وشرَح صدرك، ووقاك شرّ نفسك، إنه سميعٌ مجيبٌ










الغيرة بين النساء

موقع بوابة الثانوية العامة متخصص فى التعليم المصرى و كافة المراحل التعليمية الإبتدائية , الإعدادية و الثانوية كذلك الجامعات المصرية و نتائج الامتحانات للشهادات بمحافظات مصر

موقع وظائف جوجل وظائف جوجل,

0 التعليقات

إرسال تعليق