| 0 التعليقات ]

بوابة الثانوية العامة المصرية
موقع بوابة الثانوية العامة متخصص فى التعليم المصرى و كافة المراحل التعليمية الإبتدائية , الإعدادية و الثانوية كذلك الجامعات المصرية و نتائج الامتحانات للشهادات بمحافظات مصر
مصر والإمساك بعِنان المستقبل
Jan 10th 2013, 14:30

مصر والإمساك بعِنان المستقبل
د. أحمد زويل

يحفل المسرح السياسي المصري الآن بالدراما، والكل يطرح السؤال الأكثر أهمية: إلى أين تمضي مصر؟ وقد خلص من يدعون بالخبراء، إلى أن الدين هو مصدر الاضطراب الراهن، وهو ليس كذلك. إن مصدر الاضطراب الراهن في مصر، هو الهوة بين توقعات التغيير السريع من قبل أولئك الذين قاموا بالثورة الشعبية في يناير 2011، والعملية البطيئة الخاصة بتفكيك طريقة الحياة القديمة بينما يجري بناء مجتمع جديد كلية.
لم يسبق لي على امتداد عمري، أن رأيت المصريين يعبّرون عن مثل هذا الشعور الحاد بالملكية الوطنية، وهذه هي إحدى أهم مكافآت الثورة. فشعب مصر ظمآن للديمقراطية الحقيقية، بعد أن مكنتهم الثورة من السعي وراء حقوقهم، وربما يكونون قد صبروا خلال السنوات الثلاثين لحكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك، غير أنهم أصبحوا نافدي الصبر في غمار سعيهم من أجل التقدم، ويرجع ذلك على وجه الدقة، إلى توقعاتهم المتعلقة بهذا التتبع.

يخشى الليبراليون والمحتجون من عودة إلى الدكتاتورية، ومن أن الإسلاميين الذين عانوا على امتداد عقود من السجن والتعذيب والنضال السري تحت الأرض، لن يرغبوا في العودة إلى وضعيتهم التي لا يحبذونها، بعد أن أتيحت لهم الآن الشرعية فوق الأرض للحكم. وإلى جانب هذا الفاصل السياسي، هناك أغلبية صامتة تتمثل في من يعرفون باسم "حزب الكنبة" الذي يجلس وينتظر، والذي يدلي بصوته عندما تحين الفرصة من أجل العودة إلى الحياة الطبيعية.

وقد قال لي أحمد مصطفى، وهو مصري من أبناء الطبقة الوسطى: "لا بأس بالنسبة لي برئيس من الإخوان المسلمين، ولكنه ينبغي أن يحكم مسترشدا بقيمنا الإسلامية، وليس بما يتفق مع خط جماعته الإيديولوجي". والجماعة الإسلامية هي واحدة من أكبر المنظمات المتشددة في مصر. وأضاف أحمد مصطفى: "عندما يغير فكره من كونه أحد الإخوة في الجماعة إلى كونه قائدا لأمة، عندئذ فحسب نكون قد أحرزنا تقدما في مصر، أما الآن ولتحقيق التغيير المنشود، لا بد لنا من أن نطرق الحديد وهو ساخن، فنحن لم نعد نخاف من حكومتنا".

بعد الانتخابات الرئاسية التي أجريت في يونيو من العام الماضي، والتي أسفرت عما يقرب من الانقسام في الأصوات بين الإسلاميين والليبراليين المدنيين، تلقى الرئيس المصري محمد مرسي الدعم من الكثير من المصريين، بمن فيهم الكثير ممن لم ينتخبوه على أمل وضع البلاد على الطريق الصحيح إلى التنمية. فقد أراد المصريون أن ينجح رئيسهم المنتخب في معالجة القضايا العديدة والحقيقية التي تواجه البلاد، بما في ذلك حالة الركود التي يعاني منها الاقتصاد، والإصلاحات التي تمس الحاجة إليها في قطاعات مثل التعليم والرعاية الصحية. ولو أن الدين كان القوة المفرقة، لما ظهر هذا التأييد للرئيس المصري.

غير أنه بعد مراسيمه التشريعية حول الاعتماد السريع للدستور، وحول القيود المفروضة على الأحكام القضائية، تصاعدت المعارضة على امتداد البلاد، وأظهر المؤيدون الإسلاميون للرئيس نفوذهم من خلال تجمعات تضم مئات الألوف من الأشخاص.

ولا يختلف تنظيم السكان المصريين كثيرا على أساس هذه الخطوط الكبرى، أي التجمع الإسلامي والليبراليين المدنيين والأغلبية الصامتة، عما يوجد في الأنظمة الديمقراطية المستقرة، أما الجديد والمختلف بالنسبة للمصريين، فهو أن الخوف قد تبدد وحل محله شعور بالقدرة على تشكيل مصيرهم الجماعي. ما الذي يمكن أن يكون عليه الطريق إلى الأمام بالنسبة لمصر في العام الجديد؟

أولا، والأكثر أهمية، أننا نحتاج إلى شراكة وطنية شاملة بين الأحزاب المختلفة، من خلال الحوار. وهذه الوحدة سوف تجيء عندما يشعر السكان بأن الدستور يحميهم، ويحسون بالأمن في ما يتعلق باستقلال القضاء. وعندما يتم تحقيق ذلك من خلال الحكم الجيد، فإن العنف سينحسر، وسيتحول التركيز نحو النمو الاقتصادي.

ثانيا، إن أبناء مصر في حاجة ماسة إلى التقدم، ولا بد للحكومة من أن تختار بعض مشروعات الإصلاح الكبرى، التي تحقق وعود مرسي بإنعاش الاقتصاد. وأنا أعتقد أن من الضروري للغاية البدء بجهد جاد لزيادة الإنتاجية، وهذا يمكن تحقيقه فقط في العالم الحديث، من خلال تحسين التعليم وبناء اقتصاد المعرفة.

ثالثا، لا بد للجميع من القبول بأن المصريين شعب متدين، ولكن الحكم الثيوقراطي لن ينجح في مصر أكثر مما تنجح نزعة العلمنة، وما سيكلل بالنجاح هو حكم يسترشد بالقيم الإسلامية للأغلبية، مع حماية حقوق الأقلية. وبشكل مختلف، فإن هذه البنية مع دستور يلقى القبول ويقوم على أساس مبادئ حقوق الإنسان والحرية الدينية للجميع، لن تكون مختلفة للغاية عن الموقف في الولايات المتحدة التي يرشد الدين المسيحي قيمها.

تتمتع مصر بإمكانيات كبيرة بسبب القوة الكامنة في رأسمالها البشري، ونحن بحاجة إلى أن نمسك بالمستقبل الآن، وهذا هو ما ينبغي أن تعقد مصر العزم عليه في العام الجديد.

You are receiving this email because you subscribed to this feed at blogtrottr.com.

If you no longer wish to receive these emails, you can unsubscribe from this feed, or manage all your subscriptions

موقع وظائف جوجل وظائف جوجل,

0 التعليقات

إرسال تعليق