2- التخطيط الجيد، ومن ذلك ما يأتي:
1- اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم الراحلة التي تنقله من مكة إلى المدينة قبلها بستة أشهر، وقام أبو بكر برعايتها حتى يحين وقت الرحيل.
2- اتخذ النبي الرفيق في الرحلة متمثلاً في شخص سيدنا أبي بكر حتى يكون رفيقه في هذه الرحلة الشاقة الطويلة.
3- اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم الدليل فاستأجر عبد الله بن أريقط فهو عارف بالطرق والشعاب فسلك بهما طريق اليمن من جنوب مكة.
4- اتخذ النبي من يأتيه بأخبار مكة فكان عبد الله بن أبي بكر وهو غلام شاب ثقف حاذق فكان يبيت في مكة ليأتيه بالأخبار في الصباح الباكر.
5- اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم من يأتيه بالطعام والشراب فكانت السيدة أسماء ذات النطاقين تتحمل السير في الصحراء والجبال من أجل مساعدة النبي صلى الله عليه وسلم ووالدها.
6- اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم من يمحو آثار الأقدام فكان عامر بن فهيرة غلام أبي بكر يرعى الغنم بجوار الغار ليمحو آثار النبي وصاحبه وكل من يأتي إليهما.
7- اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم الطريق الجانبي غير المألوف طريق اليمن حتى لا يستطيع أن يصل إليه المشركون إلا بعد عناء ومشقة.
8- المكث في الغار ثلاثة أيام حتى يهدأ الطلب وتيأس قريش من العثور عليهما فتسكت عنهم.
وما أحوج المسلمين الآن إلى التخطيط الجيد الذي يستفيد من كل الطاقات وفئات المجتمع ويوظفها من أجل نصرة الإسلام والتمكين له.
1- التضحية بالبلد، فكل من هاجر إنما ترك بلده الذي ولد فيه لأنه خرج قهرًا والنبي صلى الله عليه وسلم قال وهو خارج من مكة "والله إنك لأحب البلاد إلى الله وأحب البلاد إلى، ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت" ( الحديث أخرجه الإمام الدار قطني(104) عن عبد الله بن عدى بن الحمراء -رضي الله عنه).
2- هناك من الصحابة من ضحى بالزوجة والولد والعاطفة مثل أبي سلمة مع زوجته في قصته المشهورة.
3- هناك من الصحابة من ضحى بماله كله مثل صهيب بن سنان في قصته المشهورة أيضًا، هناك من الصحابة من ضحى بنفسه وعرضها للهلاك فداءً للنبي صلى الله عليه وسلم مثل على بن أبي طالب الذي نام على فراش النبي صلى الله عليه وسلم.
والدرس الذي نتعلمه هنا أن نجاح الدعوة يحتاج إلى تضحية بالغالي والنفيس، والله تعالى يقول: " قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ"( التوبة:24).
حينما تنتهي الأسباب البشرية التي أخذت بها، وتستفرغ الجهد والوسع تأتي المعية الإلهية، والتوفيق الرباني لينقذ الإنسان من الهلاك، وأوضح مثال على ذلك كان في موقف النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار حينما وصل إليه المشركون وأبو بكر يقول: يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: "يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما، لا تحزن إن الله معنا" ( الحديث أخرجه الإمام البخاري (4663)، قال تعالى: "إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا" ( التوبة:40).
وفي قصة سراقة حينما لحق بهما فساخت أقدام فرسه في الرمال ليعلم أنه أمام نبي مؤيد بالوحي والرسالة، فكانت الحماية والرعاية الإلهية.
كذلك تجلت المعية حينما أجرى الله اللبن في ضرع شاة أم معبد العجفاء فشرب النبي ومن معه من هذا اللبن حتى شبع الجميع.
وإذا العناية لاحظت عيونها نم فالمخاوف كلهن أمان.
0 التعليقات
إرسال تعليق